بقلم الحقوقي فاروق العجاج
ما بين المسؤولية القانونية والادارية وبين المسؤولية الانسانية والاخلاقية من ترابط ووثائق مهمة في تعزيز متانة اركان وقواعد المسؤولية في كافة المجالات الحيوية في حياة المجتمع وفي مؤسسات الدولة القانونية والدستورية الرسمية وغير الرسمية . مما تسهيل انجاز مهامها الانسانية والقانونية بصورة سليمة وصحيحة من كل الوجوه الاخلاقية والشرعية .
* القيم الاخلاقية تؤمن وجود الضمير الحي لدفع المسؤول الى اداء المهام الموكولة له باخلاص وصدق ونزاهة من غير حاجة الى رقيب رسمي او من افراد او جهات مختصة , ومن غير خوف او تردد من اداء العمل لخدمة المصلحة العامة وللناس عامة وبشجاعة واخلاص . وحينما يفقد أي مسؤول القيم الاخلاقية يكون عاملا فاعلا للتخريب والهدم بدلا من الاسهام في عملية البناء والتطور وخاصة حينما لا يكون هناك تطبيق للقانون بشكل حازم بحق المتجاوزين على حقوق المصلحة العامة, من غير تهاون او تقصير .
,واذا ما فقد المسؤول من الرادع الاخلاقي والرادع الديني ومن وازع الضمير الحي اضافة الى فقدان قوة القانون في ردع المقصرين والمتجاوزين ومستغلي السلطة واحكام المسؤولية لمصالحهم الخاصة . يكون قد اصبحت الامور ومن خلال تدنيها المادي والمعنوي لا تؤمن الامن الاقتصادي والاجتماعي والامني للمواطنين كافة ولا تؤمن للدولة هيبتها و مقتضيات احترام سيادة القانون .
* المسؤولية اليوم ضائعة عند اغلب المسؤولين , هي ضائعة في متاهات الهوى والطمع والجشع والفساد المالي والاداري على قدم وساق وبلا هوادة بحق الامة والوطن . الوضع الاجتماعي والاقتصادي والامني والسياسي بحاجة الى اصلاح وتغيير حقيقي لاجتثاث كل عوامل التردي والتخلف والانحدار في كافة الميادين الاجتماعية والبيئية عامة – لا يتحقق شيء من ذلك الا من خلال اصلاح وتعزيز روح المسؤولية الاخلاقية والانسانية عند المواطن والمسؤول خاصة لبناء الاسس السليمة لعمليات البناء والاصلاح والتغيير المنشود.
*لكي نعرف حقيقة واهمية المسؤولية لابد ان نعرف شيئا عن اساسياتها ومنطلقاتها وقواعدها الاساسية – المسؤولية لا تنطلق من عبث ومزاج شخصي او اعتبارات مصلحية معينة وانما تنطلق لتحقيق اهداف وقيم وطنية وانسانية شاملة وعامة .اساسياتها تنطلق في اطار الوطن الواحد والشعب الواحد والامة الموحدة –مبدئها قائم على المواطنة الصالحة المؤمنة باخلاص في انتمائها للوطن وللامة الموحدة والولاء للدولة ولنظامها القانوني الدستوري ولعلم الامة الواحد .
المسؤولية في حقيقتها الوطنية هي عملية ارتباط الفرد بالاخرين وفق قيم اجتماعية واخلاقية وحياتية متنوعة يعيشها في مجتمعه يوميا في
اطار المصير المشترك ولصنع المستقبل الافضل – في وطن واحد وبحماية سلطات الدولة المنظمة والعاملة وفق القوانين الدستورية-
* من هنا لابد لكل مواطن ومسؤول ان يعرف بفهم واعي وثقافة غنية بتقدميتها وبادراك عال المستوى من الاحساس والمشاعر الصادقة التي تؤسس العلاقة ما بين المواطن والدولة والوطن وما بين المسؤول وواجباته اتجاه وطنه ودولته في اداء المهام الموكولة له _ و ان مبدئ المواطنة يشكل القاعدة الاساسية لتوضيح العلاقة ما بين المواطن والدولة في الحقوق والمسؤوليات – ومنه تتبين حقيقة المسؤولية في معانيها القانونية والاخلاقية والوطنية المفروضة على الجميع وفي المقدمة منهم المسؤول الرسمي المكلف بمهام مهنية رسمية وقانونية ذات طابع انساني واخلاقي ووطني خاص .
االمسؤولية تعلم وتعرف بالتجربة والرهان انما الاخلاق تعلم بالتربية والتوجيه والارشاد فهي تهذب النفوس وتقوم العقول بالافكار الرصينة وتغرس روح الاخلاص والوفاء والمحبة في القلوب والوجدان وما بينهما ترابط من القيم تشد بعضها ببعض وبهما ترفع الهيبة بالسمو والرفعة والوقار لكل مسؤول وتعزز بحكم القانون بالعدل والانصاف