(لصوص الكلمة) إلى متى ستستمر سرقة البحوث العلمية ؟
(لصوص الكلمة) إلى متى ستستمر سرقة البحوث العلمية ؟ |
د.عبدالقادر صابر جرادة
الأمة الإسلامية هي أمة كلمة ، والكلمة أمانة ، شأنها شأن كافة الأمانات ، وقد أقسم بها الله سبحانه وتعالى : " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ " ، الآية (1) من سورة القلم .
ورغم ذلك تعاني جامعات فلسطينية من ظاهرة خطيرة تتمثل في العدوان على حقوق التأليف .
فكم من طالب قدم بحثاً ليس له فيه إلا أن اسمه على غلافه ؟
وكم من طالب قدم مشروعاً ، ولا يعرف عما فيه شيئاً ؟
إنهم يصومون عن العلم النافع الرافع
.
ولعل انتشارها يعود لأسباب عديدة منها :
1 – عدم معرفة الطلبة بأصول البحث العلمي مما يدفعهم إلى الاعتداء على أبحاث المؤلفين والباحثين أو شراء أحد الأبحاث من السوق أو الحصول عليها بطرق ملتوية .
2 – تهاون الكادر الأكاديمي مع الطلبة عند اكتشافهم للجريمة لأسباب عديدة : كالخوف على مستقبل الطالب أو الرغبة في الانشغال بالجريمة وضياع الوقت أو اعتبار ما حصل من قبيل العرف المسموح ... .
3 – انعدام المسائلة الجزائية أو المدنية .
4 – إن بعض الأكاديميين أنفسهم يلجئون إلى هذا الأسلوب في إعداد المؤلفات والكتب ويخشون فتح هذا الأمر ؛ حتى لا يؤدي إلى افتضاح أمرهم فيما بعد .
إنها مشكلة كبيرة بحجمها ولا بد من الوقوف عليها لمكافحتها بشتى الطرق والوسائل القانونية , صفاتها السرقة والغش والاعتداء الصريح على أملاك الآخرين الفكرية والعلمية .
لقد آن الأوان لكي يكون هناك نوع من التضافر والتعاون لوضع قانون فلسطيني جديد يعمل على حماية الملكية الفكرية ؛ حتى نحمي مؤلفينا وأساتذتنا من اعتداء (السرسرية) على حقوقهم الفكرية دون رادع ، وكذلك حتى نحمي الوطن من أشباه المتعلمين الذين يفسدون في البلاد ويفسدون العباد .
اللهم طهر البلاد والعباد من الفساد