تحية لمحكمة تحقيق الإرهاب - نينوى
محمد يونس العبيدي
في ضربة معلم موجهة لأذرع الارهاب اصدرت محكمة تحقيق مكافحة الارهاب - نينوى مذكرات أمر قبض بحق مايقارب ال30 محاميا وفق ( المادة / 4 إرهاب ) ، وقد قامت مفارز الأمن الوطني بتنفيذها في مجمع محاكم استئناف نينوى - البديل - في الحمدانية وألقت القبض على عدد من المحامين المطلوبين ممن يتواجدون هناك وغالبيتهم ممن عرفوا بتخصصهم في قضايا الارهاب واشتهروا بصلاتهم المشبوهة بمجرمي تنظيم القاعدة الارهابي قبيل احتلال داعش للموصل .
انني ارفع يدي تقديرا واعتزازا بالوقفة الشجاعة لمحكمة تحقيق مكافحة الارهاب - نينوى ولهذا الموقف القانوني المنصف والعادل ، رغم تأكيدي على انه جاء متأخرا جدا وكنا بانتظاره منذ اكثر من 10 سنوات ، لأن بعض الأسماء المطلوبة عرفت واشتهرت في محاكم نينوى بصلاتها بتنظيم القاعدة الارهابي ودفاعها عن مجرمي التنظيم ودورها القذر في إفلات مئات الارهابيين من قبضة العدالة عبر تهديدهم للقضاة والمدعين العامين والمحققين وابتزازهم والضغط عليهم وتسريب معلومات عن القضاة ادت لإغتيالهم .
وعلى الرغم من استياء بعض الزملاء من عملية مداهمة الامن الوطني للمحاكم واعتبار ذلك مساسا باعتبار مهنة المحاماة ، الا انني اخالفهم الرأي وأؤيد المداهمة وابصم عليها بال10 لاسيما وان كثير من المشتبه بهم قد غيروا عناوين سكنهم بحيث يتعذر التوصل اليهم فيغدو افضل مكان للامساك بهم هو في مجمع المحاكم .. هذا من ناحية ، ومن ناحية اخرى فانني اجد ان اكبر مساس باعتبار مهنة المحاماة هو في انغماس المحامي في وحل الارهاب ودفاعه عنه مقابل دراهم بخسة نجسة .
للأسف الشديد اقول : لم تكن مشكلة بعض زملائنا هي في التوكل في قضايا الارهاب وانما في تحول دورهم من محامين الى وسطاء بالرشوة بين ضباط تحقيق فاسدين .. وارهابيين مجرمين ، لقد اضاع امثال هؤلاء سمعة المحاماة عبر اتباعهم اساليب الرشوة والمساومة على الحق والتلاعب بالاوراق التحقيقية وممارسة الضغوط والتهديدات والابتزاز بحق رجال السلطة القضائية ، لا بل ان بعضهم كان لايتحرج -بل ويتباهى - بانه ( محامي المجاهدين ) او ( محامي الدولة ) ويقصد تنظيم الدولة اللااسلامية الارهابي . وقد اسهم هؤلاء بانحرافاتهم في وقوع محاكم نينوى لقمة سائغة في قبضة الارهاب .. لكن قد آن الاوان اليوم لوضع حد لهذه المهزلة وإنهاء هذه الصفحة السوداء من تاريخ المحاماة في نينوى وغسل عارها .
انني اعلن تأييدي لهذا الموقف القضائي الشجاع
وعسى ان تعقبه مواقف اخرى مماثلة بغية فرض القانون ، والضرب على ايدي المتلاعبين به ، وتطهير المحاكم من الخلايا النائمة التي لطالما تسترت على الارهاب ..
والله من وراء القصد .