شعرة دقيقة تلك ما بين تنظيم ممارسات المحامين لعملهم وما بين السلطوية في متابعة شؤونهم |
#إعادة_دراسة_الأمر
#قبل_الاحتجاج
السادة نقيب وأعضاء مجلس نقابة المحامين الفلسطينيين المحترمين
تحية الحق والعروبة،،،
صعب علي كثيرا أن أخاطبكم بالرسمية المعهودة، ذلك أنني أكن حبا واحتراما عميقين لكل شخص منكم.
شعرة دقيقة تلك ما بين تنظيم ممارسات المحامين لعملهم وما بين السلطوية في متابعة شؤونهم، أهدافكم سامية نبيلة طيبة، لكن إخراجها بحاجة إلى الكثير من الانتباه، المحامون قلما يستسيغون لغة الفرض والتحكم، هم يتأملون منكم الكثير والكثير، لذا فواجب الحذر مضاعف.
غني عن البيان أن القانون الأساسي الفلسطيني قد كفل كغيره من الدساتير الديمقراطية للفرد حريته في الاعتقاد والتعبير، ويأتي ارتداء الملابس جزءا من هذه الحرية وكنوع من أنواع التعبير عن مكنون الشخصية، نفهم تماما بل ونؤمن أن مهنتنا تحتاج إلى الوقار والهيبة والجدية وهو ما يجب أن تعبر عنه ملابس المحامين على الأقل داخل أروقة المحاكم، إلا أن التدخل في ألوانها بهذا الكم من التفصيل يفقد الرسالة مضامينها ويحيد المقاصد عن سبيلها، إن لم يكن ذلك مخالفا للقانون ابتداء الذي لم يأتي على ذكر هكذا تفاصيل.
كل ذلك فضلا عن أن التضييق بذكر التفاصيل قد يفهم منه ودونما قصد التفرقة بين الجنسين، وكلنا نعلم أن الحشمة مطلوبة من الجنسين، وأنها تربية وأخلاق وثقافة وسلوك قبل تكون ملابس وأغطية.
تشرفت بأنني قد عملت مع مجموعة من الزملاء الأفاضل على صياغة لائحة آداب المهنة قبل أكثر من عام، وقد وضعنا نصوصا بهذا الخصوص، إلا أنها -أي تلك النصوص- لم تتطرق إلى آلية ارتداء اللباس أو شكله أو ألوانه، وحسبنا أننا اكتفينا بأن يكون لباس المحامي جاداً محتشماً لائقاً وأن يتوج دائما بروب المحاماة الأسود.
مسألة أخرى أصبح وقت الحديث عنها الآن مناسبا بعد انتصار أسرانا البواسل في معركتهم الأخيرة، إن دور مجلسنا في هذه المعركة كان طليعيا بل وتكاد تكون نقابتنا النقابة المهنية الوحيدة التي عبرت بفعاليات عدة عن موقفها وهو الأمر الذي شكل بصمة مميزة لعمل مجلسكم الموقر وإسهام كبير يضاف إلى الرصيد الوطني لجموع المحامين، إلا أن منع موظفي النقابة من تناول طعامهم داخل مقرات النقابة في تلك الفترة، جعلنا نظهر وكأننا نفرض أمر عجزنا عن تطبيقه على أنفسنا، فالأولى أن نحاول فرض هذا الأمر على المحامين وأن ندعوهم للصيام أو للامتناع عن الطعام هم وليس زملائنا من موظفي النقابة، فالرسالة المنشودة كانت ستصل مدوية إذا ما طبقها جموع المحامين في المحكمة وفي أماكن عملهم وأمام الدوائر.
أكرر أن ثقتنا بكم كبيرة، كما هي ثقتي بأنكم ستعودون لدراسة مخرجات القرارات الأخيرة بشكل يلبي آمال جموع المحامين المعلقة عليكم، فالبقع السوداء الصغيرة تكون مزعجة إذا ما كان الرداء أبيضا ناصعا تماما.
أخوكم فضل عسقلان