بقلم المحامي عارف الشعال
نتفهم لجوء المحامي للمطالة والتسويف في الدعوى بأساليب شتى، عندما لا يكون وكيلاً عن المدعي بالدعوى، لأن عامل كسب اوقت وإضاعته وتبديده، أحد الأساليب المعتادة للمحامين كونه يشكل ضغطاً لا يستهان به على الخصم،
وأحد الأساليب التقليدية بكسب الوقت، هي حضور المحامي عن المدعى عليه واستمهاله للجواب، وبالجلسة التالية ويطلب تزيده صور عن استدعاء الدعوى ووثائقها، (مستغلاً عدم إرفاقها مع مذكرة الدعوة) بالرغم من أنه قد اطلع عليها حتماً وصورها حتما قبل الاتفاق مع موكله على متابعتها.
فيما مضى كان أغلب القضاة يقطعون الطريق على هذا الطلب الكيدي ويمتنعون عن إجابته طالما أنه استمهل جلسة للجواب، ويتشددون بأنه كان عليه أن يبدي طلبه هذا بالجلسة التي حضر وأبرز الوكالة فيها، لا أن يستمهل للجواب ثم يحضر ويطلب هذه الصور لاحقاً!!
أما هذه الأيام فقد لاحظت أن بعض السادة القضاة يتساهلون مع هذا الطلب الكيدي، ويتعاملون معه برحابة صدر زائدة عن اللزوم !!
هذا اليوم قام أحد الزملاء في دعوى (تجديد بعد الشطب)، وبعدما استمهل الجلسة الماضية للجواب، بالطلب من المحكمة تكليفنا تزويده صورة عن استدعاء (التجديد) الذي طلبنا به فقط:
(السير بالدعوى من النقطة التي انتهت إليها)
والمفارقة كانت أن هذا الزميل هو وكيل المدعي بالدعوى !!
نحن، عارضنا بالطلب ودفعنا بكيديته، وقلنا للمحكمة أنها قامت بعد الشروع بتلاوة أوراق القضية، وهذا يعني أن الزميل سمع الطلب وفهمه جيداً، مما لا حاجة معه لتزويده بصورة الطلب.
فقررت المحكمة رفع الأوراق للتدقيق.
أريد أن أقول للزميل الكريم، أن المماطلة بالدعوى وكسب الوقت بها، له أصول... أما هذه الطريقة السقيمة، فتعوزها الحرفية والحياء.