بقلم المستشار أحمد رزق
الطلاق بين الزوجين، مجلبة لأضرار كثيرة، لايقتصر أثرها عليهما وحدِهما، وإنما يتجاوز ذلك إلى الأولاد، بل إلى جميع أفراد الأسرة، لما ينشأ عنه من بغض ونفور وعداوة؛ فضلا عن تفكك الأسرة وتشتتها.
وإذا كان لابد من الشقاق بين زوجين ما، والطلاق مؤكد بينهما، فعليهما مسؤولية كبيرة، في محاولة التخفيف من آثار ذلك على الأولاد؛ ويكون هذا باتّباع الأمور التالية:
1 - عدم تشويه صورة أحد الأبوين أمام الأولاد، لأن المعتاد أن يقدح أحدهما بالآخر، ويكيل له الاتهامات، بأنه هو السبب في تدمير الأسرة وتفككها؛ ومن المؤسف أن تكون أكثر ساعات الإراءة، مكرسة لشحن فكر الأولاد، بتلك الأفكار السيئة في أذهانهم؛ ومايستتبع ذلك من استمالة الأولاد، لصالح أحد الأبوين ضد الآخر.
2 - ذكر محاسن الطرف الآخر، والغض عن ذكر مساوئه أمام الأولاد، لا العكس، وهذا من مكارم الأخلاق بالنسبة للغرباء، فكيف بالنسبة للأزواج والأولاد.
3 - عدم الجدال والنقاش بحضرة الأولاد، فضلاً عن السباب والتشاجر أمامهم؛ حفاظاً على نفسيتهم ومعنوياتهم، وحتى لايؤثر ذلك على دراستهم؛ ولاشك أن تصرف الأبوين بسلوك غير مستحب أمامهم، يجعلهم معتادين على هذا السلوك في كِبَرِهم، وربما ينتهجون النهج نفسه مع أزواجهم مستقبلاً.
4 - عدم التهاون في تقديم نفقة الأولاد ومتطلباتهم، وذلك بقصـد التشفي من والدتهم؛ فهم لاذنب لهم.
5 – كظم الغيظ، وعدم فش الخلق أمام الأولاد، نتيجة خلاف أحد الأبوين مع الآخر؛ فالطفل كتلة من المشاعر والأحاسيس، وكل كلمة تقال على مسمعه، لها وقْع خاص على قلبه وروحه؛ إن كانت حلوة فوقعها جيد، وإن كانت بذيئة، فهي تجرح أحاسيسه، وتؤثر في شخصيته؛ والسب والشجار أمام الطفل، يبني له شخصية مهزوزة، يمتد أثرها حتى يكبر.
6 – إخفاء مشاكل الأبوين عن الأولاد، وعدم إقحامهم بها، كي يبقوا محافظين على حيادهم؛ فلا يجوز للأولاد الانحياز لأحد أبويهم، أو على الأقل ، أن لايُظُهروا ذلك، لأن هذا يورث الضغينة والحقد من الآباء تجاههم.
7 – عدم استخدام الأولاد، كوسيلة للانتقام من أحد أبويهم (الطرف الآخر)؛ فقد يحرم أحدهما الآخر من رؤيتهم، أو يضع عراقيل أو عقبات، أمام إراءتهم بقصد إزعاجه، مستغلاً أي ثغرة قانونية للانتقام.