بقلم الحقوقي فاروق العجاج
الضرورة الملجئة مفهوم قانوني كما يعرفه القانونيون المعتبر شرعا في اتخاذ ما يلزم للدفاع عن النفس والمال والعرض لدرئ الخطر ودفعه وتجنب خطورته واذاه وفقا لتلك الظروف والمسوغات القانونية والشرعية والعرفية المتعارف عليها في الحياة العامة بين الناس,
والضرورة الملجئة مفهوم له معنى خاص ومعتبر في الاحكام الشرعية كما في الضرورات تبيح المحظورات والممنوعات في ظروف خاصة ومحددة,
وكذلك الحال تكون الضرورة الملجئة لها مفاهيمها الخاصة في نوعية الاساليب والطرق التي تتخذ بصددها في كثير من القضايا الاجتماعية والانسانية وحتى المهنية الخاصة والعامة لتسهيل الامور وتمشية دولاب الحياة الاجتماعية وفق ما تقتضيها متطلباتها اليومية بين الناس ,
كما نرى هذا المبدئ ياخذ حيزا كبيرا في ادارة الشؤون الامنية والعسكرية مراعيا بها القيم الانسانية والاخلاقية .
وبرز هذا المبدئ بشكل واضح بعد عام 2003وبعد الاحتلال الاجنبي الامريكي للبلاد في اتخاذه كمبدئ اساسي من اغلب القوى والكتل الساسية للتعامل مع الوضع الجديد للعملية السياسية بالتعاون مع المحتل وفق الضرورة الملجئة ,
ثم اخذ هذا المفهوم يتسع الى الاخذ به والتعاون مع اجندة خارجية اقليمية ودولية بحجة الضرورة الملجئة على حساب المصلحة الوطنية ومن هنا اخذ هذا المفهوم يتوسع ويشتد كلما اتسعت دائرة الصراعات الداخلية بين الكتل السياسية للاستحواذ على السلطة وبدى تاثيراته السلبية داخل المجتمع العراقي وبعد ان ساهم بزرع الفتن والخلافات بين مختلف قوى الشعب والكتل السياسية خاصة ,
ولم يعد للمفهوم الوطني وللمبادئ الوطنية أي تاثيراووجود في الحياة العملية السياسية والفكرية عامة مما دفع العديد من تلك القوى الى التمسك بهذا المفهوم وللضرورة الملجئة الى التشبث باي ممسك اجنبي من اجندة خارجية للا ستقواء به على الاخر ولاثبات الوجود والثبات على مكاسبها الخاصة الفئوية والمذهبية والعنصرية ولم تعد للمفاهيم الوطنية أي اعتبار في مجمل الحياة العامة منها الامنية والسياسية والفكرية ومن زخم وحجم قوتها وتاثيراتها اصبحت الضرورة الملجئة للاستقواء بالاجنبي مبدءا شائعا بين كافة الفصائل الوطنية والمجتمعية لا شبهة فيه ولا نقاش عنه . وفي كل فترة نجد ان لهذه الضرورة اصبحت واقع لازم وموجب لا خيار غيره لمن يكون في موقف صعب لا قدرة له لمواجهة التحديات الصعبة وتداعياتها المدمرة السلبية ولتلافي الماسي والدمار المرتقب من كل صوب من الداخل ومن الخارج...
وهكذا كان لمفهوم الضرورة الملجئة سوغ على التعامل مع القوات المحتلة ومع الادارة المؤقتة للادارة الاجنبية لحكم البلاد وكيف ساهم بالارتباط مع القوى والاجندة الاجنبية المتعدد الجنسيات والاتجاهات على حساب كرامة الامة والوطن , وهكذا ما حصل قبل وبعد دخول داعش وما سيحصل بعد خروج داعش سنرى ان مفهوم الضرورة الملجئة اذا ما استمرعلى الاخذ به بهذه الصورة المزيفة على حساب المفهوم الوطني لن يحصل أي توافق وطني في أي عمل بين القوى المختلفة وتبقى الخلافات والاختلافات قائمة مازال العنصر الاجنبي هو الفاعل في الشؤون الداخلية للمجتمع العراقي وفي كافة الشؤون الرسمية الامنية والسياسية والفكرية وبصورة عامة وحينئذ تفقد المقومات الاساسية لوحدة الارادة الوطنية والموقف الوطني الصلب في الاوقات المناسبة والضرورية لمصلحة المواطن والوطن ,
لاتتعجب مما حصل في البلاد من امور غريبة وعجيبة وفق المبادئ والقيم الوطنية والاخلاقية والمبدئية الشرعية لتاريخ شعبنا وسيرته العطرة بالامجاد والحضارات لم يلجئ ابناءه وقواه المجتمعية يوما لاي ضرورة ملجئة لاستدعاء الاجنبي والاستقواء به ضد ابناء بلدهم او ضد وطنهم ليدنسوا الارض بل كانوا مشلريع تضحيات للدفاع عن شرف الامة وعن حياة العراقيين وعن سيادة وكرامة الوطن .