إضعاف الشعور القومي، ونشر أنباء توهن نفسية الأمّة !!!
ا . عارف الشعال
ذكرني الجرم المنسوب للفنان "مصطفى الخاني" في خلافه مع السفير "الجعفري"، بارتكاب أفعال سببت إضعاف الشعور القومي، والوهن بنفسية الأمة،
بانتقاد هذه الجرائم من قبل العلامة المرحوم الدكتور "محمد الفاضل" حيث قال:
((إن التعبيرات التي استخدمها الشارع هنا وهناك في تجريم الأفعال الماسة بأمن الدولة غير واضحة المعالم ولا محددة الأطراف، وظلال الألفاظ فيها متموجة تكاد تتسع لكل شيء ....
ومن هذا القبيل ما نصت عليه المادة 285 من قانون العقوبات التي تعاقب على إضعاف الشعور القومي، والمادة 286 التي تعاقب من نقل أنباء من شأنها أن توهن نفسية الأمة...
ومن ذا الذي يستطيع أن:
يعين فحوى الدعاوى التي ترمي إلى إضعاف الشعور القومي؟
أو أن يحدد الأنباء التي من شأنها أن توهن نفسية الأمة؟))
(د. محمد الفاضل – الجرائم الواقعة على أمن الدولة – ج1 – ص53)
ويؤيده في ذلك أيضاً أستاذنا الدكتور "جاك الحكيم" إذ يقول:
((قد يتعمد الشارع أحياناً عدم إيضاح الركن المادي للجريمة فيستعمل عبارات مبهمة تتسع لأكبر عدد من الأفعال.
ولا شك أن مثل هذا الأسلوب يشكل مخالفة صريحة لمبدأ قانونية الجرائم، إذ يترك الناس في جهالة عما هو مشروع من الأفعال وما يتناوله الوصف الجزائي.....
وبدهي أن مثل هذه النصوص يجب تفسيرها تفسيراً ضيقاً، عملاً بالقاعدة العامة لتفسير النصوص الجزائية))
(د. جاك الحكيم - شرح القسم الخاص - كتاب جامعي - ص9)
ونحن بدورنا نتساءل مع كبار شراح القانون:
ما هو الشعور القومي؟
ومن ذا الذي يستطيع أن يقيس نفسية الأمة؟
=======================
معلومة:
لئن كان أستاذنا الدكتور "جاك الحكيم" اشتهر وبرع في القانون التجاري، وهو أحد واضعي قانون التجارة والشركات، غير أن اختصاصه الأكاديمي في الدراسات العليا كان في القانون الجزائي، وقد درسنا في السنة الثانية في كلية الحقوق كتابه في قانون العقوبات - القسم الخاص.